أ.
د ثناء الشيخ أستاذ التفسيروعلوم القرآن بكلية البنات وأستاذ الدراسات العليا
بجامعة الأزهر
لذلك
قال الله تعالى:{والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }
لذلك
أقسم الله بالدهر والزمان في بداية السورة
بقوله تعالى {والعصر} والعصر هنا معناها الزمان والدهر
وقد
أقسم الله بالزمان وهو زمن الخوف الذي نعيشه لما فيه من العبر ونحن نرى العبر أمام
أعيننا من سعادة وشقاء وصحة ومرض وخوف وأمن ،،ونرى إنسانا يموت من الجوع وأخر يهلك
من الشبع وأخر يموت من الغرق والصقيع والثلج وأخر يموت من الحرق وأخر يموت منتحرا
،،
ونرى
انقلاب الأوضاع وناس يتكلمون في الدين ولاعلاقة لهم بالتخصص ويتطاولون على علمائنا
المتخصصين ونرى سيئ الأخلاق فنحن نعيش بالحق في زمن الخوف الذي حذرنا منه نبينا
مُحمد صلى الله عليه وسلم عندما قال إذا كثرت الفتن:أمسك لسانك وأغلق عليك بابك وابكي على خطيئتك
فلذلك
أقسم الله بالعصر إن الإنسان لفي خسر ،،من ضلال وهلاك وتطاول وظلم ونفاق وحقد وحسد
وبغض بسبب مايتردى فيه من المعاصي والآثام التي اختارها لنفسه،،،ياسبحان الله
الإنسان كالمغمور في الخسران وقدأحاط به الخسران من كل جانب وهذا زمان بلاء وفتن
فمن
أصر على سيئاته وأعماله السيئة التي تؤذيه وتؤذي المجتمع فقد خسر الدنيا والآخرة
ذلك هو الخسران المبين
🌿🌾🌴
ولكن
لن ينجوا من هذا الزمان ولامن الخسران إلا من اتصفوا بأربعة أشياء كماقال رب العزة {إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }
الإيمان
والعمل الصالح بكل أنواعه والتواصي بالحق والتواصي بالصبر فيعملون الخير ويدعون
إلى العمل الصالح ويتحلى بالفضائل والأخلاق الحسنة والعمل على قدم وساق ونفع الغير
بكل ماهو جميل يرضي رب العالمين
ففروا
إلى الله إني لكم منه نذير مبين
فروا
إلى الله بكل الصالحات من صدقة وبر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وجبر الخواطر وصلاة
في أوقاتها والدوام عليها في الفرض والنفل والتقرب إلى الله لتفوز بجنة عرضها
السموات والأرض في يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم
جعلنا
الله في زمرة أولئك العاملين الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
اللهم
آمين يارب العالمين
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.