فلم ازل اجول
هنا وهناك علي اعطاف الحشائش الخضراء اجر ذيول تلك الجدوال البيضاء ،واقلب طرفي
يميناً ويساراً فلا أسمع هاتفاً ولا داعياً، حتي وقف بي الحظ علي شجرة فرعاء
مائلة علي رأس بعض الجداول قد اضجعت في
ظلها علي قطيفة من العشب الأخضر الناعم فتاة باسمة هادئة كأنها في مبتهجة كأنها
جالسة بين يدي رجل يخفيها بين ضلوعه،وكأنه يكتب في حسنها مقطوعات شعرية يمثل فيها
جمال الطبيعة،وكأنه يطير بها إلي مكان بعيد هرباً من هذا العالم المملوء بالآلام
والأحزان،وكأنه يخترق حماسها ليحميها من غدر الأيام،
وهكذا ما زلت
انتقل من عبرة بليغة إلي عظة بديعة ، من خيال شبيه إلي تشبيه رقيق ،هذه المعاني
الصادقة العذبة ما هي إلا مرآة صافية قد
تمثل الكون في حسنها ورقتها،
نعم أنا وبستان
الحياة رفيقين ارتمي بين أحضانه ما أجمل صفائه والوانه وما اجمل العيش بين
جنانه، وما اصعب الدنيا بواقعها وزيفها.