جاري تحميل ... حديث الصباح

إعلان الرئيسية

آخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

                              حديث الصباح – احمد الدست

عندما سقطت العاصمة الفرنسية "باريس" على يد النازيين عام 1940 ، زار هتلر قبر نابليون بونابرت وإنحنى له بكل أحترام قائلاً له :

"عزيزي نابليون ، سامحني لأني هزمت بلدك ، لكن يجب أن تعرف ان شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء.... بينما شعبي كان مشغول بقياس فوهات المدافع و البنادق.. !!!

عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن..! خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات.. وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب..

لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس ..!

فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء الحجر .. وهذا هو ما نحتاجه إليه اليوم..

يقول أحد المستشرقين:

إذا أردت أن تهدم  أمة بدون الدخول في حروب عسكرية ولا تكلفة مادية

فهناك وسائل ثلاث هي:

1/اهدم الأسرة

2/اهدم التعليم.

3/اسقاط القدوات والمرجعيات..

ولكي تهدم اﻷسرة:

عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت"

ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه..

ولكي تسقط القدوات:عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد..

فإذا اختفت (اﻷم الواعية)

واختفى (المعلم المخلص)

وسقطت (القدوة والمرجعية)

سقطت الأمة بدون حروب عسكرية ولا تكلفة مادية..

 

في الليلة التي استعاد فيها صلاح الدين الأيوبي المسجد الأقصى في حطين ، ذهب ليتفقد خيام الجنود ، فوجد خيمة أهلها يقرأون القرآن ، ومر بخيمة وجد أهلها يدعون ويذكرون الله ، ومر بخيمة وجد أهلها يقيمون الليل ، ثم مر بخيمة وجد أهلها نيام..

فقال : من هُنا سنؤتَى ( أي من هذه الخيمة ستأتي الهزيمة )

 

هذا القول ينطبق اليوم تماماً علي شعوب شغلها عدوها الاسرائيلي بالمسلسلات و الأفلام والأغانى وتوافه الأمور،  بينما يعمل عدوها الاسرائيلي اليوم على دس السم في العسل ، مما ظهر لنا جيلاً بعيدا عن دينه.. بل ذهبوا إلى أبعد من ذاك ، حيث نجح العدو فى صناعة جيلاً إنهزاميًا يستحي من كل ما له صلة بدينة ...

ويُحضرني قول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :

إن في بلادنا من يدافع عن حرية الإلحاد والسكر والزنا بلسانٍ طلق ، فإذا تحدثت عن حرية الإيمان والعفاف واليقظة الفكرية والأدبية إمتعض وإشمأز ، فهل يجر الهزيمة و العار إلا مثل هؤلاء الدواب ؟

 

لماذا لا نقرأ التاريخ وندرسه ونأخذ منه العبر ؟

فالأمة مقدمة على مرحلة لا يصلح معها صاحب الاسم المذكر والفعل المؤنث...

مستقبل الشعوب ... بيد أطفالها

اليوم  ننفذ ما خططة لنا العدو

نوجه أطفالنا إلى عالم الغناء والرقص..وإلى عالم الرياضة

ونتنافس لا نعلم على ماذا وعلى ماذا وضدّ من!!!

آلاف المطربين والمطربات والرياضيين والرياضيات لن يشبعوا جائعا ولن يخففوا آهات مريض ولن يبنوا سقفا لمشرد..

الأغاني والرياضة أفيون جديد للشعوب ..

فكيف نجعل أطفالنا ومجتمعنا يتعاطاه ..

نحن في خطر شديد..حين تفرش السجادة الحمراء للمطربين والرياضيين .. ونجعلهم قمما شامخة في المجتمع..

وحين يعتبر فوز مغني او فريق رياضي انتصار وطني ترفع له الرايات وتكتب له التهاني والأماني ...

وحين يكسب مطرب أو لاعب في ليلة بمقدار ما يجنيه معلم طوال عمره...

فإننا أمام أمة مطلوب منها أن تبقى راكعة في محراب الجهل والتفاهة والشهوات والسحت..

فلنعلم صغارنا.. طلب العلم ؛ وحب الاجتهاد والاعتماد على النفس

و نعلمهم  أن يكونوا رجال لا ذكورا .. كفانا لهوا ولعبا..

وكفانا نجعل من المغنيين والراقصين و اللاعبين قدوة لبناتنا وأبنائنا وللأجيال القادمة...

 

فالامة في خطر شديد لا يصلح معها صاحب الأسم المذكر.. و الفعل المؤنث..

إعلان أسفل المقال