بغداد وقد انتصف الليل فيها

تكتبه لكم  أ.د ثناء الشيخ أستاذ  التفسير وعلوم القرآن بكلية البنات  بالدراسات العليا جامعة الأزهر

من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ،،،                      قوة الحجة والسلطان والقهر والقدرة والعصمة من الناس الجاحدة المتشككة ،،فكانت له صلى الله عليه وسلم حجة بينة من الله عزوجل، ،ينتصر بها على جميع من خالفه من المستهزئين وعصمه الله من أذى الناس ومكرهم ،،،لذلك أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بما أنزله عليه من القرآن والإيمان والحق الذي لاجدال فيه فبه جاء الحق واضمحل الباطل ،،قال الله تعالى{قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} فالباطل لاثبات له مع الحق ولابقاء كما قال الله{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} فلذلك النبي في حفظ الله وكنفه وحراسته وعصمته من أقوال المفسدين الحاقدين أمثال أبو جهل في كل زمان ومكان وكل وقت وحين ،،قال الله تعالى {والله يعصمك من الناس} { فإن حزب الله هم الغالبون }     و ‏قال تعالى { إنا كفيْناكَ المُسْتهْزِئِين } إنا كفيناك شر المستهزئين بك الذين يسخرون منك ومن القرآن الكريم ،،وهم طائفة كثيري السفاهة والجهل والأذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،فأفناهم الله وأبادهم وأزال كيدهم وسيقضي الله عليهم في كل زمان ومكان .... 

فهم يستهزؤن  بك وبما جئت به ، و هذا وعدٌ من الله لرسوله أن لا يضره المُستهزئون ،

و أن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع

العقوبة ، و قد فعل تعالى فإنه ما تظاهر

أحد بالإستهزاء برسول الله صلى الله عليه و سلم و بما جاء به ، إلا أهلكه الله و قتله شر قتلة

وهذا تهديد ووعيد لهؤلاء المستهزئين بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،،وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيتولى حساب هؤلاء الذين يقفون في طريق الدعوة ،،،فيطمئنه رب العزة بهذه الأية الكريمة {إنا كفيناك المستهزئين } فهي تأمين للنبي صلى الله عليه وسلم وثبيت لقلبه الشريف وتثبيت المؤمنين معه على طريق الدعوة إلى الله وعون من الله له على أداء مهمته بتوحيد الله عزوجل ونشر الإسلام بالرحمة في كل الدنيا كما قال تعالى {وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين }

 

وأقول لكم أيها المستهزئين أن الإسلام أضاء الله به العالم بنور النبي صلى الله عليه وسلم كما قال رب العزة { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون *هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }

فلو حاولتم تطفئوا هذا النور بأفواهكم التي لاتنطق إلا الزور والبهتان والإفتراء على الله وعلى نبيه الكريم فأنتم الخاسرين في الدنيا والآخرة، ،،لأن الله متمم هذاالنور رضيتم أم أبيتم غصب عنكم ياجهلة

فهذا وعد مؤكد من الله سبحانه وتعالى بأن يتم نوره أي الدين الإسلامي الحنيف وأن يبلغ به العالم أجمع غاية الكمال والتمام فيغمر نوره كل أنحاء الأرض ويدخل شعاعه إلى كل قلب لذلك قال الله (ويأبى الله)

والتي تأتي قوة الحق أن يقف في وجه هذا الدين مايحب ضوؤه أويضل الناس بغير علم ،،وأن هذا الدين سيظهر على كل دين وينسخ كل معتقد فاسد ،،إنه نور الله ونور نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ،،وإنه لدين الله {والله متم نوره ولو كره الكافرون }

فالإسلام الوسطي العريق تم تمكينه ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأله وصحبه وثبتت قواعده وامتداده في جميع أنحاء الأرض {لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم }

وأن رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تمتاز بسرعة انتشارها بكثرة الدلائل الواضحة على صحتها ،،وهو الهدى وأنها دين الحق المشتمل على الصواب والصلاح والإصلاح ومطابقة الحكمة وموافقة المنفعة في الدنيا والآخرة وأن دينه يعلو على كل الأديان ،،فلادين يصمد بالحجة والبرهان والدليل الواضح من القرآن والسنة الصحيحة  أمام النقاش العلمي والعقلي غير دين الإسلام والتاريخ على مر الأزمان يؤكد هذا النصر والغلبة للمؤمنين