♡تشريف وتكريم النبي صلى الله عليه بفرضية طاعته بالتحكيم إليه والاستغفار له من العاصي والمستهزيئ والمنافق كأمثال أبي جهل العصر،،، لاتقبل توبته إلا إذا استغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل توبتهم ويدل على ذلك قول الله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} سورة النساء أية ٦٤،،٦٥
♡وَاسْتَغْفَرَ
لَهُمُ الرَّسُولُ فيه التفات عن الخطاب: «واستغفرت لهم» إلى الغيبة:
وَاسْتَغْفَرَ تعظيما لشأن الرسول واستغفاره وتفخيما لهما وتنبيها على أن شفاعة من
اسمه الرسول من الله بمكان.
*وما أرسلنا من رسول إلا وقد فرضنا طاعته على من
أرسله إليهم، وتلك الطاعة مفروضة بأمر الله وإذنه، وعليهم أن يتبعوه لأنه مؤد عن
الله، فطاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن
يعص الرسول فقد عصى الله.
والمراد بقوله: بِإِذْنِ اللَّهِ أي بسبب إذن
الله في طاعته، ويجوز أن يراد: بتيسير الله وتوفيقه في طاعته،
* ثم يرشد الله تعالى
العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم، فيستغفروا الله عنده، ويسألوه أن يستغفر لهم، فإنهم إن فعلوا ذلك تاب
الله عليهم ورحمهم، ولهذا قال: لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً أي لعلموه
توابا، أي لتاب عليهم.
وفي هذا إيماء إلى أن من يبادر إلى التوبة
الصحيحة تقبل توبته بشروطها المقررة شرعا، بأن تكون عقب الذنب مباشرة، والعزم على
اجتناب الذنب، وعدم العودة إليه مع الصدق والإخلاص لله في ذلك.
أما مجرد الاستغفار باللسان دون شعور صادق من
القلب بألم المعصية فلا يفيد.
♡ وقد
سمى الله سبحانه ترك طاعة الرسول ظلما للأنفس، أي إفسادا لها.
♡ ثم
أكد الله تعالى وجوب طاعة الرسول بقسم عظيم نفى فيه الإيمان عمن لم يقبل قبولا
تاما مع الرضا القلبي حكم النبي صلّى الله عليه وسلّم.
♡
فأقسم تعالى بربوبيته لرسوله بأن الذين رغبوا عن
التحاكم إليك من المنافقين والعصاة والمستهزئين كأمثال أبو جهل العصر ،، لا يؤمنون إيمانا حقا إلا بتوافر ثلاث صفات: 1-
أن يحكّموا الرسول في قضايا المنازعات التي يختلفون فيها، فلا يؤمن أحد حتى يحكّم
الرسول صلّى الله عليه وسلّم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب
الانقياد له باطنا وظاهرا.
2- ألا يجدوا حرجا أي ضيقا وشكا فيما يحكم به:
بأن تخضع وتستسلم و تذعن نفوسهم لقضائه
وحكمه، مع الرضا التام، والقبول المطلق، وعدم الامتعاض.
3- الانقياد التام والتسليم الكلي للحكم في
الظاهر والباطن، من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة.
ويدخل هذا في مرحلة التنفيذ، فقد يرى الشخص أن
الحكم حق، لكنه يتهرب من تنفيذه.
ورد في الحديث الصحيح: «والذي نفسي بيده لا يؤمن
أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» .
♡وبذلك
دلت الآيتان على ما يأتي: 1- وجوب الطاعة التامة لأوامر الرسول ونواهيه وأقضيته
وأحكامه.
2- الاستغفار من الذنب والتوبة الصادقة مع
شرائطها طريق محو الذنوب وتكفير الخطايا.
3- استغفار الرسول لبعض المذنبين شفاعة مستجابة
من الله تعالى.
4- الرضوخ التام لأقضية الرسول واعتقاد عدالتها
وأحقيتها مع الانصياع للحكم القضائي في التنفيذ شرط جوهري لصحة إيمان المؤمنين.
وأمارة ذلك: تحكيمه في الخلافات، وعدم التبرم
بحكمه، والانقياد التام لقضائه.
5- عصمة النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الخطأ في
الأحكام القضائية كعصمته في تبليغ الوحي الإلهي، فهو لا يحكم إلا بالحق بحسب
الظاهر له، لا بحسب الواقع، والله يتولى السرائر.
وهذا الإستغفار للمعاندين المنافقين الذين ركبوا
مركب البهتان والضلال ،،،ليكون لهم رجعة إلى الله ولينتهوا عما هم فيه قبل أن
يهلكوا ،،إنهم إن راجعوا أنفسهم وأقبلوا على الله واستجابوا لرسوله صلّى الله عليه
وسلم لوجدوا ربا غفورا رحيما يتقبل توبتهم ويدعوهم إليه وهم شاردون ويمد إليهم
بالصفح والعفو وهم معرضون {إن الإنسان لظلوم كفار}
وفي إضافة النبي الكريم
صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى { فلا وربك لايؤمنون} هذا تشريف وتكريم للنبي
واستدعاء له إلى حضرة الله العليا لشهد هذا القسم العظيم وليكون شاهدا على هؤلاء
الضالين المنافقين....
* ولكن السمة الواضحة
في الشريعة الإسلامية أنها قائمة على السماحة واليسر ورفع الحرج وليس فيها مايعنت
أويرهق وليس فيما شرع الله فيها مايراد به العقاب والتنكيل كما فعل الله بغيرهم
ممن حادوا الله ورسله كما قال تعالى { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات
أحلت لهم}
أما الشريعة الإسلامية
موصوفة باليسر وأن ماشرعه الله فيها تتقبله النفوس وتتجاوب معه ،،وبذلك فليذكر
اتباع شريعة الإسلام فضل الله عليهم من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي
أخرجهم من الظلمات إلى النور
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.