تكريم وتشريف النبي صلى الله عليه وسلم(بالأمي) بأن الذي علمك هو
الله سبحانه وتعالى، ،،،ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأمي في قوله تعالى{
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل
يأمرهم بالمعروف وينهاههم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع
عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور
الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون *قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}
الدلالة اللفظية لكلمة ( الأمي) ؟؟
الحمد لله رب العالمين وبعد :
يقول المولى عز وجل في وصف نبيه عليه السلام في الأعراف (الذين
يتبعون الرسول النبي الأمي) قال الإمام ابن كثير رحمه الله : وهكذا كان، صلوات
الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة، لا يُحْسِن الكتابة ولا يخط سطرا
ولا حرفا بيده
وقيل: الأمي هو المنسوب للأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها لا
تقرأ ولا تكتب
وحينما جاء جبريل عليه السلام للنبي عليه السلام في الغار وقال له (
اقرأ, فقال: ما أنا بقارئ )
🌱ويقول تعالى مبينا وصف هذه الأمة (هو
الذي بعث في الأميين رسولا منهم)
و قال عليه الصلاة والسلام (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب...)
ويقول الحق جل شأنه مقررا حال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (وما
كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لرتاب المبطلون)
قال بعض المفسرين:قد لبثت في قومك -يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا
القرآن عُمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك
رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب
قال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا
يكتب ولا يقرأ ولا يحسب
وصفة (الأمي) للرسول صلى الله عليه وسلم هي صفة كمال فيه ، كما هي
صفة نقص في غيره من الأمة
ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتب ويقرأ لأصبح هنالك شك وريب
عند المبطلين والحاقدين والمتشككين في
قضية القران الكريم في صدق الرسول عليه الصلاة والسلام من عدمه ، ولكن لا حجة لهم
بذلك ، لأن هذه الصفة (الأمي) قطعت الطريق والحجة على كل من لديه شك أو ريب في
نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الوحي
وقد وصف الله تعالى هذه الأمة بقوله (هو الذي بعث في الأميين رسولا
منهم) إذا الرسول صلى الله عليه وسلم من الأميين ، قال القرطبي رحمه الله في تفسير
هذه الآية : الأميون الذين لا يكتبون . وكذلك كانت قريش
وصفوة الكلام: أن تفسير
(الأمي) هو الذي لا يقرأ ولا يكتب ،،
وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمي ماقرأ ولاكتب ولاجلس إلى معلم
ولاأخذ علمه من أحد ولكن الذي علمه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ،أوحى إليه بالقرآن الكريم عن طريق سيدنا جبريل
عليه السلام، وأفاض عليه من لديه علوما نافعة ومبادئ توضح ماأنزله عليه من القرآن
الكريم ،،فسبق بذلك الفلاسفة والمشرعين والمؤرخين وأرباب العلوم الكونية والطبيعة
،،فأمية النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكريم وتشريف ،، مع هذه العلوم التي يصلح
عليها أمر الدنيا والآخرة هي أوضح دليل وأعظم برهان على أن مايقوله إنما هو بوحي
من الله عزوجل
وأن نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد بشر به الأنبياء
السابقون عندما أخذ معهم الميثاق الأكبر بوحدانية الله عزوجل في ليلة الإسراء
والمعراج ووقف لهم جميعا إماما في صلاته بالمسجد الأقصى ،،،وشهدوا جميعا بصدق
نبوته ورسالته العالمية رسالة الإسلام ( وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين )
فإن من صفات الرسول النبي الأمي أنه جاء لكل الشرائع السابقة من أهل
الكتاب ليرفع عنهم إصرهم أي ماثقل عليهم من تكاليف كلفهم الله بها بسبب ظلمهم
،،لأنه عليه الصلاة والسلام جاء بالتبشير والتخفيف ،وبعث بالحنيفية السمحة ،،ومن
وصاياه صلى الله عليه وسلم :"بشروا ولاتنفروا ويسروا ولاتعسروا"
وقال صلى الله عليه وسلم : " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ومااستكرهوا
عليه" ولهذا قال ،،أرشدالله هذه الأمة أن يقولوا { ربنا ولاتحملنا مالاطاقة
لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين }
وبذلك وصفه الله صلى الله عليه وسلم بالأمية إشارة إلى كمال علمه
لأنه صلى الله عليه وسلم مع عدم مطالعته للكتاب أو مصاحبته لمعلم فتح الله له
أبواب العلم وعلمه مالم يكن يعلم (وعلمك
مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )
أي مالم يكن يعلم من سائر العلوم التي تعلمها الناس عنه وصاروا بها
من أمية تضاءل بجانبها علم العلماء في كل زمان ومكان ولذلك وصفه الله عزوجل بقوله
تعالى { وقل رب زدني علما}
أسأل الله تعالى أن ينفعنا
بما علمنا وأن يعلمنا ماينفعنا ويزيدنا من خزائن علمه الذي لاينفد اللهم
آمين يارب العالميين، ،،وصل اللهم وسلم
على نبينا وحبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم ارزقني زيارته
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.