مضي عيد
الاضحى المبارك وقد طل علينا منذ ايام قلائل ببركاته التي غمرت اجواء المصريين
بالفرحة العارمة وقد تصدر المشهد تحرك الجهات المعنية بالدولة المصرية بخطوات غير
مسبوقة في سبيل توفير الاضاحي و " اللحمة " باعتبارها من احد شعائر عيد
الاضحي وقد جال بخاطري واسترعي ذهني الحوار الذي دار بالامس القريب للرئيس عبد
الفتاح السيسي عن امكانية تدخل الجمعيات والمؤسسات ذات الطابع الخيري والديني كضلع
هام ومساهم في النشاط الزراعي خاصة الانتاج الحيواني سيما وهناك زحام كبير من
الازمات الدولية اكثرها الازمتين الاقتصادية والغذائية العالمية .
من هنا وقفت
مندهشا متعجبا وانا اشاهد ما يحدث من هذه المؤسسات ذات الطابع الديني والتي هي
موضع الاهتمام بالمساعدات والخدمات الانسانية كتوزيع كراتين المواد الغذائية أو
كما وصل الي مسامعي من قريب لي يقطن بالريف حيث يقول : ذهبنا الى احدي الجمعيات
الخيرية واخذنا عجلا كبيرا تم توزيعه في قريتنا واليوم التالي على موعد مع جمعية
أخري لاخذ عجل اخر نقوم بتوزيعه في قريتنا وغيرها من القرى . .
ان مثل هذا
الفعل وغيره من الافكار ادي بنا الى عملية الاتكاء والتواكل بخلاف الدول الناهضة
التي تطبق المثل الشهير القائل : لا تعطني سمكة أو " سنارة " بل علمني
كيف اصطاد - وقد فرض علينا الوقع والحروب والصراعات العالمية الدائرة الان الي
ايجاد البدائل والحلول لمواجهة هذه الازمات وتفعيل دور هذه المؤسسات وتغيير طريقة
تفكير ونهج عملها ووضع ما اشار اليه السيد الرئيس موضع الاعتبار بتضافر جهود
المؤسسات والهيئات الخيرية واتباع نهج الدين الحنيف وقواعد نهوض الدول الواعدة
بالعمل علي تحسين دخل مواطني الريف بالقرى بشكل حضاري يليق بادمية الانسان ورفع
شعار " مواطن بلا مسألة أو عوذ "
وفي ضوء ما
سبق ينبغي علي كافة الجهات المعنية بشأن العمل الخيري ان تكون مساهماتها في شكل
مشاريع صغيرة للمواطنين باقتناء سلالات عجول اجنبية صغيرة عالية الانتاجية بدلا من
السلالات المحلية الفقيرة ويتم ذلك في صورة قروض حسنه دوارة تخرج من قرية الى
غيرها كما تتبنى الدولة ايضا بمؤسساتها العريقة المتمثلة في الازهر و الاوقاف
وغيرهما اتباع هذه الطرق الانتاجية العلمية والبحثية الحديثة وفتح باب الصكوك
الخيرية واقتحام تلك المبادرات بقوة وايجاد حلول واسعة الانتشار وفعالة في نظم
التكافل والانتاج وذلك بدوره يأتي بالفرص الواعدة للشباب في مشاريع الانتاج
الحيواني والتي تساهم بشكل كبير في سد الاحتياجات من البروتينات الحيوانية فضلا عن
المساهمة في تقليل عملية البطالة والدفع بقوة نحو الاتجاه لإنتاج الغذاء وايجاد
فرص للشباب والمزارعين من ناحية وتقليل العبء عن كاهل الدولة من جهة أخري واعطائها
الفرصة للتصدي للازمات العالمية المتلاحقة التي تعتصر دول العالم عصرا فقد دقت
ساعة العمل وحان الوقت لاسراع الخطي للدفع بأموال الخير نحو الخير وجعل الازمات
مصدرا للعمل فبعد المحنة تأتي المنحة ومن رحم المعاناة يولد الابطال وتبني الاوطان
.
وفي النهاية
ينبغي علي الجميع من أول صانع القرار حتي اخر مسئول التفكير خارج الصندوق والاخذ
بوسائل البحث والعلم الحديث والخبرات ونقل تجارب السابقين التي حققت نجاحات في شتي
المجالات وبكل ادوات وأسباب تقدم الوطن بعد ان صار امانة في اعناق الجميع خاصة في
ظل الازمة الغذائية والاقتصادية التي صارت تهدد العالم من اقصاه الي اقصاه .
انها دعوة
للجميع بألا نجعل أعمال الخير مقصورة فقط علي الشعائر الدينية بل نجعل الخير شعيرة
وشعارا بل ودليلا يهتدي به قصادو الخير في شتي مناحي الحياة حتي تتمكن وتواصل
سفينة الوطن السير وسط هذه الامواج المتلاحقة والازمات العالمية المتوالية وبلوغ
الوطن العزيز الي المرسي والشاطيء الآمن ، ولا سيما ازمة الغذاء العالمية بسبب
الحرب الروسية - الاوكرانية والتي تستوجب تضافر كل الجهود فمن يمتلك قوته يمتلك
قراره . . وذلك من خلال عدة توصيات أهمها ان ننأي بالوطن والمواطن بعيدا عن سوء
التفكير والشكوي الي الله بسوء التدبير واقتحام حاجز الفقر وتدبير احتياجات
الفقراء واتخاذ القرارات المناسبة لازالة وتخفيف مشاكل تبعات الازمات الاقتصادية
وتوفير البدائل لمساعدتهم بتخفيف حدة عوائق الازمة والاتجاه نحو التكافل الانتاجي
واقتحام وتنفيذ فوري لكل الافكار والابحاث والاطروحات حبيسة الادراج ووضع اليات
تكفل نجاح التجربة واستمرار تنفيذها. . وتحيا مصر .
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.