جاري تحميل ... حديث الصباح

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية تثبيت وٰطمأنَينة قلب النبي صلّى الله عليه وسلم ،،مما قاله المستهزئين بالإسراء والمعراج

تثبيت وٰطمأنَينة قلب النبي صلّى الله عليه وسلم ،،مما قاله المستهزئين بالإسراء والمعراج

حجم الخط

15

يكتب لكم أ.د ثناء الشيخ أستاذ ورئيس قسم التفسير بجامعة الأزهر

 بقوله تعالى { وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}

 

أقول لكم أيها المستهزئين كأمثال أبي جهل العصر أن حقدكم واستهزاءكم بالمعراج لن يضر المصطفى صلّى الله عليه وسلم ولكن الضرر لكم أنتم ...

لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤيد من رب العالمين ،،رب العزة التي تذلّ له الجبابرة، فالعزة والغلبة كلها لله وماسواه ذليل ومهين أمثالكم أمثال أبو جهل ....

فلايحزنك قولهم أيها النبي الكريم في تكذيبك والاستهزاء بك وتهديدك بأقوال  السفهاء الذين يضلون الناس بغير علم ...فإن العزة والغلبة والقهر وتمام العظمة لله الملك الأعلى جميعا الذي له الإحاطة الكاملة  ،،،فسيذلهم ويعز دينه ونبيه والمؤمنين...

فلايحزنك قولهم المشوه وتكذيبهم لك فلاتبال بما يتفوهون به في شأنك ممالاخير فيه ،،لأن الله عزوجل نهاك عن الحزن بقولهم واستهزائهم ،،لأن العزة والغلبة والقهر والقدرة جميعا لله سبحانه وتعالى هو المفرد بها دون غيره ،،،فهو ناصرك ومؤيدك عليهم والمنتقم القهار لك منهم كأبي جهل العصر وأمثاله الحاقدين المستهزئين المأجورين الذين باعوا الأخرة بالدنيا القليلة ......

 

وفي هذه الأية الكريمة تسلية وتثبيت وطمأنينة لقلب النبي صلّى الله عليه وسلم،،،وإرشاد له إلى ماسيقع له من أعداء النبي في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة من شرور ومكروه حتى لايتأثربها عند وقوعها لأنه صلى الله عليه وسلم في حفظ الله وكنفه وحراصته وأمنه ،،فهو سبحانه وتعالى القدير على أن يغلبهم ويقهرهم ويعصمك منهم لأنه السميع لأقوالهم الباطلة العليم بأفعالهم القبيحة وسيعاقبهم على ذلك في الدنيا والآخرة  لأنهم اتبعوا ظنونهم الفاسدة وأوهامهم الباطلة ....

ومع ذلك عدم قولهم الحق و تنكّبهم عن طريق الحق الذي يدعوهم إليه،النبي صلّى الله عليه وسلم ،،وتخبطهم فى ظلمات الضلال واتبعوا أهواءهم  فهو رءوف بهم، رحيم عليهم، حريص على هدايتهم، كما قال الله سبحانه وتعالى فيه: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}

  وكانت آيات القرآن الكريم تتنزل عليه من ربه، تواسيه وتخفف ما به من حزن وألم كقوله تعالى: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ}

وقوله سبحانه: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ}  وقوله: {لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}

 

 - فقوله تعالى: «وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ» هو مما كان ينزل على النبي من آيات ربه، من عزاء ومواساة، لما كان يلقى من قومه من عنت وعناد، ولما كان يقع فى نفسه من حزن عليهم أن يحرموا هذا الخير الذي ساقه الله سبحانه وتعالى على يديه إليهم.

 

 والقول الذي كان يحزن  النبي إعراضهم عن الحق الذي جاء به ،،ومع ذلك هو مؤيد من ربه بالنصر والعزة والغلبة فلا يضره المستهزئين كما قال سبحانه وتعالى{إنا كفيناك المستهزئين }

 

وقوله تعالى: «أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ» .

 ومعنى الآية الكريمة تبين  مظاهر سلطان الله وقدرته، وأنه- سبحانه- له ملك السموات والأرض ومن فيهن. فهو وحده الجدير بأن يمجّد ويعبد.

 فإنما هم من واردات باطلهم وضلالهم، ومن  ظنونهم واستكبارهم   وأوهامهم الفاسدة وأفكارهم المشوهة 

 {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} فهذا المعتقد الذي يعتقدونه فى معبوداتهم، وتلك المشاعر التي تشدّهم إليها إنما هى مما يولّده الجهل ويصوره الضلال.

  وفى قوله تعالى: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ»  وأن  هذه الآيات هى: التي إذا صادفت أذنا واعية، كشفت الطريق إلى الله.

وأقول أن الله سبحانه وتعالى ناصر رسوله صلّى الله عليه وسلم ومعينه ومانعه من أذي الأعداء {سبحان ربك رب العزة عما يصفون }

وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأله وصحبه

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال