الفقر من أكبر
المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، إن لم يكن أكبرها على الاطلاق وأكثرها إيلاماً
للعقل والضمير، وأخطرها تأثيراً على الأخلاق والسلوك، وتحطيماً للكرامات والنفوس..
حتى إنه قد نسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قوله: "لو كان الفقر
رجلاً لقتلته
وتختلف تعريفات الفقر
بحسب علماء الاجتماع وعلماء الاقتصاد، فقد يُعرّف بأنّه مستوى معیشي منخفض، لا یفي
بالاحتیاجات الصحیة والمعنویة المُتصلة بالاحترام الذاتي للفرد أو مجموعة أفراد،
ويُعرّف بأنّه حالة من الحرمان تتجلّى في انخفاض استهلاك الغذاء، وتدني الأوضاع الصحیة
والمستوى التعلیميّ وقلة فرص الحصول عليه، وتدّني أحوال السكان، وانعدام المدخرات.
ويعرّف البنك الدولي الفقر على أنّه عدم القدرة على الوصول إلى حدّ أدنى من مستوى
المعیشة، وهو الحرمان من المُتطلبات المادیة اللازمة للوفاء بالحد الأدنى المقبول
من الاحتیاجات الإنسانیة بما في ذلك الغذاء.
قد يتم تقسيم المجتمع
إلى ثلاث طبقات اجتماعية مختلفة ورئيسية أيضا، وقد تتمثل في الطبقة العليا وهي
الطبقة الأغنى أو الذي يقال عنها كريمة المجتمع، وهي تتمتع بالثروة والتعليم الجيد
والصحة والمستوى الثقافي العالي، ويوجد الطبقة العاملة وهي الطبقة الأدنى، وهي قد تمثل
الطبقة الأشد فقرا في المجتمع، وأدنى مستوى في المجتمع، أما الطبقة الوسطى قد تقع
في منتصف الهرم الإجتماعي وهي متوسطة اقتصاديا واجتماعيا، حيث أنها تمتلك أموالا
محدودة لكي تستطيع أن تحصل على مستوى مناسب من التعليم والصحة، وسوف تقوم الطبقة
الوسطى بتحقيق استقرارا اجتماعيا وإقامة علاقات إجتماعية واقتصادية راسخة.
ومن الأسباب الاقتصادية المُؤدّية للفقر، ومنها ما
يأتي: وجود خلل في النظام الاقتصادي العالمي. عدم استغلال الموارد والإمكانات
الطبيعية المُتوفّرة. فشل السياسات التنموية في معظم الدول النامية. التوزيع غير
العادل للدخل والثروات. ارتفاع معدّلات البطالة. الأزمات الاقتصادية. الديون
الخارجية للدول. الخصخصة وأثرها السيء على الفئات الفقيرة والمتوسطة
ويقول محمود سامي
البارودي: وَلا تَحْتَقِرْ ذَا فَاقَةٍ فَلَرُبَّمَا لَقِيتَ بِهِ شَهْمَاً
يُبِرُّ عَلى الْمُثْرِي فَرُبَّ فَقِيرٍ يَمْلأُ القَلْبَ حِكْمَةً وَرُبَّ
غَنِيٍّ لا يَرِيشُ وَلا يَبْرِي وَكُنْ وَسَطاً لا مُشْرَئبَّاً إِلى السُّهَا
وَلا قَانِعَاً يَبْغِي التَّزَلُّفَ بِالصُّغْرِ
وفي النهاية يجب علينا
أن نسعى جاهدين نحو حياة أفضل، وأن نقوم بتقديم خدمات جيدة لمساعدة الفقراء
والمحتاجين، فمن أبسط حقوق الفقير أن يجد قوت يومه، وأن يجد علاج، حتى نرتقي بهذه الأمة